الصفحات

الأحد، 30 مايو 2010

نحن البشر... من يحمينا ..؟؟ ـ1ـ

كل يوم يمر، تتطور الحياة ويتغير وجه العالم، تزداد قدراتنا التكنلوجية كبشر ونزداد خطورة... في فترة الثورة الصناعية ظلت قدرات التكنلوجيا محدودة ومحكومة من قبل الدول التي كانت تصارع لتحقيق الردع المتبادل... وهكذا أفلتنا من مخاطر أول قفزة حضارية مرت بسلام وتجنبنا الفناء بفضل حكمة العقلاء...ـ

في السنوات الأخيرة بدأت تظهر على السطح قدرات أخطر... والأبحاث التي تستمر ساعة بساعة في فروع العلم المختلفة أصبحت تقارب الخيال... في هذه التدوينات سأتحدث عن بعض تلك الأبحاث... من يحكم هذه الأبحاث ومن يضمن حسن النوايا...؟؟ هل سيصبح العالم محكوماً بحكومة واحدة تدير كل شيء من خلف الأبواب المغلقة...؟؟ ماذا سنفعل عنندما سينقسم الجنس البشري إلى مراتب وفي أي درجة سوف نكون ياترى...؟؟ هـذه التحديات لم تعد أحلاماً وإنما حقائق سنواجهها خلال المئة سنة القادمة...ـ

دعونا نبدأ بالظاهرة الأبسط والأكثر قرباً لحياتنا اليومية والتي بدأت تثير المخاوف... وهي الشبكات الاجتماعية، ولنتحدث بشكل أكثر تحديد عن الفيسبوك كظاهرة لم تكن الأولى من نوعها وسبقها محاولات عديدة،الكثير منها فشل والآخر بقي محصوراً في نطاقات معينة... تدور في الأسابيع الأخير نقاشات كثيرة حول الموقع والكثير منها ينتقد استهتار الموقع بخصوصية مستخدميه (اللذين تجاوزوا الثلاثمئة مليون...) ويبدأ النقاش حول كمية المعلومات التي يتيحها الموقع لمحركات البحث.. وماهي سبل الوقاية من أخطار استغلال تلك المعلومات...ـ وحقيقةً ما يطرحه الموقع من تبريرات جديرة بالنقاش حيث أنّ الفوائد أيضاً ظاهرة للعيان... وبرأيي الشخصي أن كشف كمية معلومات أكثر أو أقل للعامة لن يؤثر كثيراً إذا كان المستخدم يتمتع بحد أدنى من الوعي.. وإمكانية ضبطه للمعلومات التي يضعها في الموقع...ـ...ـ ولكن السؤال الحقيقي (بافتراض أن الموقع طبق سياسة شديدة في موضوع الخصوصية) الذي يجب طرحه هو من يضمن حماية هذه المعلومات من التسرب لأجهزة المخابرات المختلفة... هذه المعلومات قد تبدو سخيفة للوهلة الأولى بعض الصور وقائمة بالأصدقاء... ولكن هل هي سخيفة فعلاً... لنفترض أنك كإنسان بسيط وبعض إضافة صديق تعرفت عليه في حفلة الجامعة الأسبوع الماضي... بمجرد جلوسك قليلاً أمام البروفايل... تسطيع تكوين صورة شبه كاملة عنه... ماذا يحب.. أين يعيش... ماهو نمط حياته... أين ذهب عطلة الأسبوع الماضي وماذا فعل...؟؟.... فتخيل ماذا يمكن لجهاز مخابرات فعله بهذه المعلومات...ـ

وكأني أسمعكم تقولون أننا نحن كعرب ما زلنا بعيدين عن هذا التهديد.. والعرب بشكل عام لا يبدون آراءهم الحقيقية في الحياة الطبيعية فكيف بأن يبدوها في العالم الافتراضي... حقيقة أنا أوافق هذا الرأي... ـ ولكن توقفوا قليلاً...ـــ

ماذا عن الغوغل هذا العملاق الذي بدأ يسيطر على حياتنا... إن غوغل يقر في كل مناسبة بأنه يجمع معلومات عن مستخدميه لتحسين خدماته...ـ ولكن السؤال ماهي كمية المعلومات التي يجمعها وأين الخطر... حقيقة فإن غوغل يقدم حزمة متكاملة من الخدمات لتنظيم الحياة والتي برأي المتواضع هي أفضل المتوافرعلى الشبكة اليوم.... بالنسبة لي أصبح غوغل جزءاً لا يتجزأ من يومياتي ... ماذا عنك ..؟؟ هل تستخدم غوغل كروم..؟؟ ماذا عن حساب البريد الالكتروني...؟
هل تصفحت اليوتيوب هذا المساء..؟؟ أم أنك احتجت لترجمة شيء ما...؟؟ وماذا عن تنظيم مواعيدك .. أتمنى أن لا تكون من عشاق رزنامة غوغل...؟؟ .. هل ألقيت نظرة إلى أخرى إلى الخرائط لرؤية مكان اللقاء قبل الذهاب إلى الموعد...ـ ماذا عن نظام غوغل... وماذا عن هاتفه الجديد...؟؟ لم نعد مجرد عنواين آي بي على الشبكة أصبحنا أشخاص لنا أسماء واهتمامات ... وجميع أنفاسنا مسجلة في امبراطورية غوغل... ليوم ما عندما سيحتاجها أحد ما...ـ

إن كل هذه المعلومات المتوفرة هي أسيرة دولة واحدة هي الولايات المتحدة... فجميع الشركات المسيطرة على عالم تكنلوجيا الشبكة الدولية تستقر هناك... إن هذا الكنز المعلوماتي يعطيها الأدوات اللازمة لقيادة الحكومة العالمية التي ستنشأ عاجلاً أم آجلاً وهؤولاء وحدهم سيديرون كل شيء من خلف الستار...ـ
.
.

اليوم سأكتفي بهذا القدر منتظراً آراءكم..... هل تراودكم نفس مخاوفي...؟؟

في التدوينة اللاحقة سأكتب عن البايوميكاترونيكس... (أو علم الميكاترونيكس الحيوي..)... لماذا يخيفني ... وما هو تأثيره على حياتنا نحن البشر العاديون ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق