الصفحات

الجمعة، 7 أغسطس 2009

الرأي والرأي الآخر

النقشات التي دارت في مدونة المرفأ حول انتقاد الضجة التي دارت حول قانون الأحوال الشخصية والتي انتهت بتعليقات استفزازية من جهة وحذف من الجهة الأخرى... أعتقد أننا وصلنا إلى النتيجة المتوقعة والتي قلتها في التعليقات ... لا يمكن للعنف إلا أن يولد عنفاً مضاداً... والرغبة بفرض رأي معين سيقابلها بشكل مباشر رغبة الآخرين بفرض آرائهم

ومن هنا أرى الطريق الوحيد لبناء سوريا هو أن نعمل سوياً ومعاً وللأسف لن يتم ذلك بالباس الجميع ثوباً واحداً وحتى لينين والاتحاد السوفيتي فشل عندما أراد إلباس الجميع الثوب نفسه (رغم إيماني بعدالة الشعارات التي طرحها) ولكن مجرد فرض الرأي يولد النفور ... (قد يكون العسل وجبتك المفضلة كل صباح ولكنك نفسك ستصاب بالنفور لو وضع قانون يفرض أكل العسل -- رغم فوائده--
أيضاً يجب أن ننسى التاريخ وننظر للمستقبل (لأنه والحمد الله الجميع يحفظ مايناسبه من أخطاء الآخرين منذ 1400 سنة وحتى البارحة
نحن محكومون أن نعيش معا بكل أطيافنا .. وبدل أن نجعل الاختلافات تفرقنا وتشتت هذا الوطن الصغير إلى مجموعات ...ومجموعات أصغر وأصغر ... يجب أن نستفيد من اختلافاتنا فهي مصدر غنانا الحقيقي... مجموعة آراء أفضل من رأي واحد ....وفي النهاية شعبية رأي ما لا تعني صحته ... وأنا أظن أن أفضل طريقة لفهم الآخرين هو أن أضع نفسي مكانهم ... وعندها سأفهم خلفية آرائهم أما عن الوضع المتردي فيتحمل وزره الجميع بمختلف اتجاهاتهم من دون استثناء ... لقد عملت سنتين في مؤسسات الدولة قبل سفري وأهم ما لاحظت .. أننا وصلنا إلى مرحلة هائلة من النفاق... فالجميع يدعي الأخلاق والقيم ... المسلم لا يفوت أي صلاة أو صوم ..والعلماني ينادي بالأخلاق والعفة ليل نهار ... وغيرهم كذلك ...ولكنه في النهاية عندما يوضع أي شخص في موضع القرار ((أي قرار صغير حتى سيفكر بمصلحته أولا ثم مصلحة الأقرباء ثم مصلحة الجماعة ... ثم .. ثم ... الجميع بدون استثناء ...وأكثرهم صراخاً وجعجعة هو أكثرهم سوءاً ...
وطبعاً الجميع يبرر تخلفنا بالآخر... لدرجة أنه عندما يرمي أحد ورقة أو سيجارة بالشارع .. يبرر أنو "مافيشي ماشي صح ... وأحيانا يصل أيضاً لدرجة تبرير تصرفه بسبب القمع وانعدام الحرية أنا أؤمن تماماً أن من يستطيع رمي سيجارة في الشارع .. أو ترك مخلفاته على شاطئ البحر لن يتورع عن عمل أي شيئ (كل حسب قدرته) لأن أشياء بسيطة مثل تلك تدلنا تماماً كيفية تفكير صاحبها .... وأعود وأقول يجب أن تقبل احترام حرية الجميع في آراءه ومعتقداته وعاداته .... ورفض منطق الوصاية الفكرية ...(بمعنى ادعاء امتلاك الحقيقة) .....فكل شيء يجب أن يكون قابلاً للنقاش دون محددات مسبقة.... وهنا أريد أن أختم بقصة ..(أو يمكن أن تسميه خبرية) قرأتها ... مر الإمام الفخر الرازي في الطريق وحوله اتباعه وتلامذته الكثيرون، فرأته عجوز مؤمنة في جانب الطريق، فسألت عنه، فقالوا: هذا الفخر الرازي الذي يعرف ألف دليل ودليل على وجود الله تعالى، فقالت: لو لم يكن عنده ألف شك وشك لما احتاج إلى ألف دليل ودليل. فنقلت كلمتها هذه إلى الفخر الرازي لله، فقال: اللهم إيماناً كإيمان العجائز!!. الشك مفتاح الحقيقة...

هناك تعليقان (2):

  1. مرحبا سومر؛
    أوافقك تقريبافي كل ما قلته سابقا، لكن أريد أن أسألك، بداية ّ من مارس عنفا ضد منذر؟ وهل هكذا يكون النقاش؟ لنفرض جدلا أنّ حوارا حول المعتقدات هو حوار مجد، رغم أنّني لا أعتقد بجدواه، هل يتمّ الحوار على هذا النحو؟ هل يمكن أن تقبل أنت أن يشتم أحد ما والديك وهو يقول لك، نحن نتحاور حولهما؟ هل هذا حوار؟ تستطيع أن تقول ما تريد من دون شتيمة، وإذا ذهبت الآن لمدوّنة المرفأ لتقرأ من جديد ما كتبه منذر أعتقد أنّك ستجده شتما لا حوار! هل يقبل هو أن يشتم أحد ما الرسل مثلا؟ أو مقدّساته بشكل عام؟ أعتقد أنّ الحوار كان يسير على خير ما يرام، رغم انحرافه عن الموضوع الأصلي قبل تعليق منذر! تحيّاتي

    ردحذف
  2. أهلاأخي باسل...
    وصلتني تعليقات منذر على مدونتي السابقة ...
    http://somarworld.blogspot.com/2009/08/blog-post.html
    وكوني لم أرغب باعطاء ضجة أكبرمن الموضوع.. بحثت عن رابط لايميل السيد عمر لأستوضح ما حدث ولكنني لم أجده..

    وأعتقد أنني وضحت رأيي من تعليقاته... في مكانين في هذه المدونة ...
    الأول عند قولي ..((والتي انتهت بتعليقات استفزازية من جهة وحذف من الجهة الأخرى...))
    والثاني((أيضاً يجب أن ننسى التاريخ وننظر للمستقبل (لأنه والحمد الله الجميع يحفظ مايناسبه من أخطاء الآخرين منذ 1400 سنة وحتى البارحة)..))

    وسأوضح بشكل اكبر ..التعليقات كانت صاخبة جداً وهي تقرأ الموضوع من وجهة نظر معينة قد أختلف معها كثيراً...
    عن موضوع المعتقدات فالحوار حولها بناء في حال احترمت قواعد الحوار وإلا فإنه لن يؤدي إلا لمزيد من النعرات الطائفية التي نحن بغنى عنها...

    أما إذا كنت تسألني عن ما أقبله من التعليقات هنا.. أعتقد أن المعلق يعبر عن نفسه في كل تعليق وسياسة المدونة هي عدم حجب أي تعليق (إلا في حالة واحدة.. هي تعرضه للعائلة-- أب,أم,أخوان)
    والباقي هو رأي شخصي قد أرد عليه وقد لا أرد..

    عن تعليق منذر الأخير فلم يتسنى لي الدخول إلى المدونة إلا الآن ولم أجد شيئاً جديداً...(قد يكون التعليق حذف..)ولكنني في النهاية وجدت تعليق عبد السلام.. ((هل نحن ديموقراطيون؟-أعواد ثقــــــاب))
    وقرأت المدونة حتى السطر الأخير مع ابتسامة عريضة..
    طالما الآيبي موجود انحلت ..أنا أدعو الجميع إلى التحقق من الآيبي لأي تعليق للمدعو منذر,والإبتعاد عن هراء نظريات المؤامرة...

    بصراحة لم أكن أرغب بخروج الحوار عن إطاره في مدونة المرفأ.. وردي الأول تناول جميع النقاط التي أردت قولها.. ولكن مجرد ذكري الحجاب أثارالردود...وخرجنا عن الموضوع ضمن سلسلة الردود والردود المضادة...

    في النهاية أعتقد أن الحوار كان ايجابياً تناول قضايا مختلفة وقدم للجميع شيئاً ما...

    تحياتي..

    ردحذف