الصفحات

الخميس، 18 يونيو 2009

الانتخابات ولعبة الأمم

أتابع بأسف بالغ المسرحية الجارية في ايران ....
في تحد بالغ للمنطق... يقوم مجموعة مشاغبين بالتخريب ... طبعاً وقبل أن تصفوني بالانحياز أتمنى أن تتموا قراءة التدوينة... أنا لن أعطي رأيي هنا بإيران كدولة وكنظام .... وإنما فقط بالأحداث الجارية حالياً بشكل منفصل....

أولا عندما نعود في شريط الأحداث ... نرى أن موسوي ومنذ بداية الاقتراع مستبقا حتى المقترعين أنفسهم ... أعلن فوزه ... وهذا مؤشر خطير... اعتقادي الشخصي أن هذا دليل واضح على النية المبيتة .... التوقعات كانت ترجح كفة نجاد ... ولنفترض أن ذلك غير دقيق فلا أحد يستطيع قلب التوقعات قبل النتائج الأولية على الأقل... هذا يمائل بشكل كبير اتهام سوريا بجريمة الحريري بعد ربع ساعة من حدوثها ...

في المقلب الآخر النتائج النهائية أعلنت 19 مليون صوت لنجاد وهو ضعف العدد الذي صوت لموسوي.. وهنا يتبادر إلى الذهن ..عن إمكانية تزوير بهذا الحجم في دولة مثل إيران يتواجد فيها أربع مرشحين مدعومين من أربع أطراف مختلفة حيث لم يستطع أي طرف كشف تزوير حقيقي...(هنا تحدثو عن نقص أوراق الاقتراع في بعض الأماكن) اعتقادي الشخصي أنه خطأ غير مقصود ..فمن الممكن أن لا تتوقع الجهة المنظمة للانتخابات إقبالا كثيفاً ومفاجئا في بعض المناطق ... وما يعزز رأيي أنه حتى أن موسوي لم يحدد محافظة معينة أو مدينة أو مركزا انتخابياً... حتى يعمم ذلك ....

والسبب الفاصل .. أن موسوي لم يرضى بإعادة فرز كامل الأصوات (وهو حل منطقي حسب رأيي) ... وإنما طالب بإعادة الانتخابات ... وهذا يعطي مؤشراً بأنه على يقين من أن نتائج الانتخابات لن ترضيه....

تحليلي الشخصي لما يحدث...
في ايران يشكل الفقراء الغالبية.... وقد قام نجاد بمحاولة دعمهم ... وحسب بعض الروايات فقد كان يذهب مع أعضاء حكومته كل أسبوع إلى منطقة معينة... لسماع مشاكلهم مما زاد في شعبيته في هذه الأوساط...

وهناك أيضا النخبة الغنية التي تسكن العاصمة والمدن الكبرى ... وهؤولاء يزعجهم وصول نجاد لأنه يتخذ منحى صذاميا مع الغرب... وهذا ما يؤثر على مصالحهم الاقتصادية ... بالإضافة إلى أنهم يتطلعون إلى دولة رأسمالية يحكمها المال واقتصاد السوق الذي يعطيهم القوة... وهناك سبب إضافي يجعلهم ضد نجاد هو توقهم للحرية (أقصد حريات الحياة الاجتماعية..) والتي تبدو بعيدة في ظل الحكم الحالي... لتلك الأسباب جميعاً خرج الآلاف ليتظاهروا ضد فوز نجاد...

ملاحظة: للأسف .... أحياناً أتساءل عن جدوى الانتخابات الديموقراطية في دول العالم الثالث كونها محكومة بألعاب الغرب... وإيران ليست المثال الوحيد ...لبنان,فلسطين,.... يمكن أيضا أن تكون أمثلة على تدخل العالم بانتخابات الدول الضعيقة.....

أم أن الانتخابات في كل دول العالم هي لعبة اعلامية ... تبدأ بامريكا ولن تنتهي بإيران ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق