الصفحات

السبت، 6 يونيو 2009

خطاب أوباما ولكن...

اليوم فقط استطعت أن أجد الوقت الكافي لمشهدة خطاب أوباما....بالطبع قرأته منذ اليوم الأول ولكن مشاهدة الفيديو بالطبع يعطي انطباعاً أوسع... أردت اليوم أن أضيف رأيي الشخصي كمواطن عربي استمع لهذا الخطاب....
أولاً كما اعتاد أوباما أن يوجه خطابه إلى الإنسان وهذا متوافق مع إيمانه بقدرة الإنسان وفقط الإنسان على التغيير.....وكان الخطاب صريحاً وواضحاًو تتطرق إلى النقاط الأساسية التي تشغل الشارع العربي....وهذا يدل أن لديه رؤية واضحة عن المشاكل الحقيقية...وهذا يبشر خيرأ بقدرته على وضع الحل الصحيح وتطبيقه إن استطاع أو أراد....وقد يكون هذا أفضل وأصرح ما يمكن أن يقوله رئيس أمريكي للمسلمين ... وكل هذا قد لايكون كلاماً جديداً....ولكني أريد الإشارة إلى نقتطتين وأترك الرأي الأخير للقارئ...
أولا...تحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي ولكنه أغفل نقطة وحيدة ...نعم قد يكون اليهود قد تعرضوا للمحرقة ...وقد قتل 6 ملايين ... ولكن النقطة الأهم والتي يطرحها المنطق العقلاني ... أنه لا يجوز معاقبة الفلسطينيين على جرائم الآخرين فإذا كانوا يريدون إنصاف اليهود فيجب على أوروبا إعطاءهم دولة في المكان الذي يعيشون فيه أي أوروبا ولا يجوز أن يتحمل الفلسطينييون ولا المسلمون تبعات جرائم الآخرين حيث لا صلة لهم لا من قريب ولا من بعيد بذلك.... (ولتوضيح ذلك تخيل أنني ذهبت وسرقت كل أموالك ...وبدلا من أن أعيدها إليك قررت أن أدعمك لتسرق أموال جارنا... يا لسخرية القدر...) هنا يجب أن يكون الكلام واضحاً لسنا نحن المسؤوولين عن مأساة اليهود... ولن نكون الضحية.... هذه هي الحقيقة المجردة... التي يجب أن يعلمها السيد أوباما كحقيقة مجردة حتى لا يتم تحريفها بغض النظر عن خطته أو رؤيته لحل الصراع ..

وبما أننا في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي أود أن أطرح هذه النقطة
الواقع أنه تاريخياً ظلت الأمم تتحارب وتوسع أراضيها حتى القرن العشرين حيث أن تقسيمات الحدود الدولية الحالية قد وضعت في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية وتم تحديدها وفق نتائج هذه الحرب... (وهنا أيضاً أعني أوروبا فكثير من الأراضي الحدودية تم اقتطاعها من البلدان الأم وضمها إلى بلدان مجاورة خلال تلك الفترة) هذه التقسيمات بقيت ثابتة لسبب بسيط إن المطالبة بحقوق أرض معينة احتلت في تلك الفترة سيؤدي بشكل تلقائي إلى فتح الملفات الأخرى ولذلك تجد أن القوى المؤثرة عالميا توافقت بشكل غير مباشر على نسيان الخلافات الحدودية لتلك الفترة.... والكثير منها مغلوب على أمره (الباب اللي بيجيك منو الريح سدو واستريح) ولسبب آخر حيث وجدوا أن الحروب نتيجتها الوحيدة هي الدمار ... لاشيئ آخر....
ومن هنا أرى شخصيأ أن الحلم بزوال إسرائيل بالحروب هو كلام غوغائي يعني باختصار جعجعة إعلام.... لأنه لا أحد من القوى العالمية سيدعمنا لتغيير حدود وضعت في فترة الحرب العالمية الثانية فهذا سيفتح الباب بشكل تلقائي لدول أخرى للمطالبة بما تم اقتطاعه بالحرب العالمية... الفرصة الوحيدة التي كان من الممكن فيها إزلة إسرائيل هو حرب 48 وقد خسرنا الفرصة.... اليوم إسرائيل بحدود 67 مع القليل من التغييرات هنا وهناك قد يكون حلا واقعياً... وإلا قد نصبح السوق الأخير للسلاح في العالم وعندها لن يرغب أحد بحل الصراع ... طبعاً الزمن يعمل لصالح اسرائيل (عكس ما يعتقد البعض) أي بعد عقود أخرى سيولد جيل عالمي جديد وستصبح الحدود الحالية هي حدود اسرائيل بحكم الأمر الواقع....

النقطة الثانية التي أردت الاشارة إليها...هو موضع غونتانامو والعراق ومسألة الصور الأخيرة التي منع اوباما شخصياً نشرها ... قد أكون فعلت الأمر نفسه لو كنت مكانه فنشر هذه الصور لن يجلب إلا موجة أخرى من الحقد والكراهية وسيصعب بشكل كبير فتح الصفحة الجديدة التي يرغب أوباما في فتحها قبل مرور بضع سنوات أخرى .... ولكن هناك نقطة أخرى فعدم السماح بنشر الصور إعلامياً يجب أن يترافق مع توجيهات بمحاكمة المجرمين اللذين ثبتت أفعالهم بالصور تلك (وخاصة أن الأنباء المتسربة تؤكد أن تلك الصور تحتوي مشاهد اغتصاب...) وإذا لم يتم ذلك سيكون قد انحرف قرار المنع عن هدفه وسيصبح مجرد عملية إخفاء أدلة في جرائم معينة ... أي يتحول القرار من رؤية سياسية إلى عملية جرمية..... بالإضافة أن إجراء المحاكمات تلك سيدعم الهدف الذي من أجله تم منع نشر الصور وهو تقريب العالمين الإسلامي والغربي.... أما الاستمرار بتجاهل الموضوع برمته فسيعطي انطباعاً بأن الخطابات مجرد كلام وسيقرب أوباما كثيراً ممن وصفهم في خطابه بأنهم يطالبون بالحرية والديموقراطية في المعارضة ثم وعندما يمتلكون زمام الأمور ينسون أقوالهم ....

طبعاً... قد يكون أوباما الرئيس الأكثر صدقاً وعقلانية... ولكن ولكونه رئيساً للولايات المتحدة سيعمل لمصالحها ومصالح شعبه... ولكننا نتأمل أن العالم سيصبح محكوماً بالعقل أكثر منه بالقوة الطائشة وأحلام الأباطرة وهذا الشيئ الوحيد الذي سيعيد أمريكا قائداً عالمياً.... وهذا ما يدركه السيد أوباما ...

هناك تعليق واحد: