الصفحات

السبت، 6 مارس 2010

الصراع على الشرق الأوسط...ـ

بعد سهرة طويلة يبدو أن عقارب الساعة قد قاربت الرابعة صباحاً وأنا مازلت متسمراً أمام الشاشة... أخيراً وصلت إلى الخاتمة ...ـ وصفحات قليلة تفصلني عن النهاية اللعينة... كتاب الصراع على الشرق الأوسط... هو من الكتب القليلة التي استطاعت سحب النوم من عيني بانتظار الصفحة التالية والفصل التالي... تحلق معه في الحلم وتكسرك واقعية السياسة وألاعيبها... للحظات تحلم أن تمد يدك تغير تلك الجملة وتلغي ذاك الحدث... أن تهمس للخونة لعلهم يستيقظون... ولكنك تعود تتذكر ... هو مجرد تاريخ ... أحداث مضت ولن تتغير... فما عليك إلا أن تتابع القراءة وتنتظر الصفحة التالية والخيانة الجديدة...ـ

وحتى لا أطيل عليكم... الكتاب رائع وهو يؤرخ بدقة لمرحلة طويلة من التاريخ الحديث لسوريا والمنطقة المحيطة... وأعتقد أنه يعطي أجوبة كثيرة لكل السوريين الشباب الذين لم يعاصروا تلك الفترة ولكنهم يعيشون نتائجها... ليعرفوا أين كنا وكيف وصلنا إلى هنا...ـ

بالنسبة لي منذ مدة وأنا راغب في قراءة هذا الكتاب... لقد كانت لدي فكرة جيدة عن تاريخ سوريا... ولكن دائماً كانت هناك حلقات مفقودة.. جدي الذي قضى سنواته الأخيرة يدخن التبغ العربي الثقيل على حافة الشرفة بصمت أثار عندي الكثير من التساؤلات... في طفولتي المبكرة كانت هناك الكثير من القصص والخبريات التي تأتي من هنا وهناك... قصص عن أولائك الحالمين بوطن قوي خال من الفقر والإقطاع... وطن سيقود العرب نحو الوحدة والحرية... هؤولاء ذووي الأفكار العظيمة اللذين أخرجوا سوريا من عهود الظلمات إلى غير رجعة... اللذين كانوا يقصدون أقاصي القرى النائية ليفتحوا مدرسة جديدة ويعلموا طالبا جديداً...كيف انتهت بهم الأمور بتدخين صامت على الشرفات...ـ
هكذا توفي جدي وترك عندي الأسئلة بدون إجابات... بعد أن كبرت أكثر أصبحت أعي الخسارة... أسألتي الكثيرة كان يجب عليها أن تنتظر...ـ

في حادثة أخرى وكنت ما زلت يومها في الصف التاسع... جلست في أحد بيوت الأقارب بجانب شخص يمني شاءت الأقدار أن يكون أحد أصدقاء العائلة.... لا أعرف يومها تحديداً كيف بدأ الحديث ولكننا تطرقنا إلى الوحدة مع مصر وكيف خسرناها كعرب ... صدمني عندما قال أن الوحدة كانت وبالاً على سوريا لن تشفى منه قريباً وأنه يجب أن نشكر الخالق أنها انتهت... وبدأ بذكر الأسباب التي لم أكن أسمعها جيداً لأنني كنت أتأمله جيداً وأقول في نفسي " إذاً هذا هو ممثل الإمبريالية والرجعية العربية وأخيراً استطعت أن أجد واحداً..." ولكن بقيت أسئلة تحيرني... باستثناء هذه الفكرة فهو لم يبدو شخصاً ساذجاً... كيف يمكن لرجل أن يفكر أن الوحدة كانت وبالاً وأن عبد الناصر لم يكن أكثر من مهرج يبحث عن مجده الذاتي...ـ

الكتاب يحوي حقائق كثيرة.. عن مواضيع هامة...ـ بدايات الحزب - الوحدة - أحداث الإخواان المسلمين - مشاكل الحرب الأهلية اللبنانية- وتحدث بشكل مفصل عن الحكم في سوريا في مرحلة من أهم مراحلها.....ـ

بعد قراءة الصفحات الثمانمئة وحتى أختصر عليكم... وصلت إلى نتيجة واحدة...ـ

ـ ((ما كان بالإمكان أحسن مما كان..))ـ

هناك 6 تعليقات:

  1. للأسف لم انجز قراءة هذا الكتاب ذائع الصيت حتى الآن رغم قرائتي لمقتطفات متفرقة منه.

    وللأسف أيضا، الوحدة مع مصر كانت سلبياتها تطغى على إيجابياتها قطعا لكنني أشبهها بالمريض الذي يحتاج إلى الدواء والمعالجة وليس إلى القتل كما حصل!

    أعتقد أن هناك تجني تاريخي على عبد الناصر في نقطة الوحدة من حيث انه قام بها للتهريج القومي والمجد الذاتي كما أشرت.

    فعبد الناصر لم يطلب الوحدة ولم يسعى إليها بل إنه رفضها عندما تقدم بها الجانب السوري وأخبرهم أن مصر لا تزال غير قادرة على النهوض بنفسها حتى تنهض دولة الوحدة انتظروا حتى تصبح الامور مستقرة في مصر، لكنهم رفضوا وتحت إلحاحهم قبل مطلب الوحدة خشية القول ان ما ينادي به من وحدة وقومية مجرد إدعاء زائف.

    الخطأ أو الخطيئة التي حصلت أن عبد الناصر الذي كان يعيش صراعا خفيا على السلطة مع المشير عامر فقام بتسلميمه قيادة الجناح الشمالي "كما كانت تسمى سورية" على أمل ان يتخلص قليلا من هذا الصراع فحدث أن استولى المصريون على كل المناصب والوظائف عدا عن سحب الإشكاليات المصرية على الواقع السوري من قرارات تأميم وحل للأحزاب.

    ولا أدري حقا إن كنت سأخلص الى النتيجة التي خلصت لها بعد قرائتي للكتاب.

    تحياتي

    ردحذف
  2. بصراحة أختلف مع صديقي الرفيق عبد السلام بخصوص عبد الناصر.. لست من أنصار رجمه و تحميله مسؤوليات خراب العالم بأكملها, لكن عنده أخطاء بمرتبة (الكفر السياسي) تكفي للتصدير لعصور و قرون إلى الأمام. و التعامل مع الوحدة السورية هو أحدها.

    ردحذف
  3. أهلاً بالأخ عبد السلام...
    أولاً منشان الكتاب أكيد فينك تعتبرو مرجع وممكن ترجعلوا مشان تفاصيل معينة.. بس بصراحة بالنسبة إلنا السوريين لازم نقراه كامل وبالترتيب.. لأنو شوي شوي الكتاب بيحسسك كأنك بموقع الحدث وأحياناً بتفكر لو أي حدا تاني كان بموقع القرار شو كان صار... طبعاً وفصل ورا فصل بتحس كيف الأحداث حرفت الأحلام عن مسارها بشكل لا إرادي...

    هلق بعد قراءة الكتاب بيتولد عندك باللاشعور ردة فعل على اللي خربوا... بحالة المصريين مثلاً وبنظرة للتاريخ بتحس أنو مصر عبد الناصر ورثت الأمة العربية التطرفين الديني والسياسي....(باعتقد أكيد فهمت شو قصدي...)

    منرجع لمرحلة حرب تشرين...(وأنا باعتبر السادات هو من مفرزات عبد الناصر... شئنا ام أبينا...) يعني بصراحة اللي صار يعني أصعب من الخيانة..وتم بدناءة بالغة...

    هلق بالنسبة لشخصية عبد الناصر.. فهو حقيقة ماعليه شي ملموس ولكنه أخطأ أخظاء قاتلة... في موضوع الوحدة مثلاً.. هوي فعلاً رفضها بالبداية بس لما قبلها ليش أصر على حل الحزب.. (يعني بالمعنى السياسي إنت عندك حليف سياسي قوي وولاؤه لا يشك به..وإجا بإيديه وإجريه وسلمك دولة متل ما هي ...ليش بتعزلوا من الحياة السياسية بدل ما تعتمد عليه...)

    أحيانا بحس أنو هيدي شوية مسرحيات.. يعني متل لما صار بعد الـ67 قال راح استقال .. بعدين لما رجع حكم متل فرعون...
    وبموضوع الوحدة رفض.. بس لما قبل حل الحزب وحكم بالعسكر...

    يعني بالنهاية هوي تصرف هيك مو لأنو سيئ بس يعني قولة جدي عمل حرفتوا.. يعني اشتغل على قد ما بيعرف.. وهيدا اللي كان بيعرفوا..

    لهيك بعد ماخلصت الكتاب وصلت إلى النتيجة ((ما كان بالإمكان أحسن مما كان..))

    لأنو بتحس أنو الشباب ماكانوا سيئين بقدر ما انحكموا بالظروف وبلعبة سياسية دولية أقل ما يقال عنها أنها معقدة..

    مع خالص الود..

     

    ردحذف
  4. أهلاً ياسين..
    أنا معك فيما قلت.. وردي على عبد السلام قد يكون حمل نفس الأفكار بكلمات أخرى..

    وأعتقد أن قصد عبد السلام أن الوحدة على مساوئها هي أفضل من القطرية.. وأعتقد أننا نوافقه الرأي في هذه النقطة..

    أهلا بمرورك

    ردحذف
  5. تحياتي شباب . . طبعا أنا ما عم قول انه عبد الناصر ما عنده أخطاء أو مصائب كبيرة لكني حصرت كلامي حول نقطة محددة وهي قبول الدخول في الوحدة مع إشارتي انه الزلمة ارتكب أخطاء جمة فيها.

    ردحذف
  6. ما كان بالإمكان أحسن مما كان، ولن يكون أسوأ مما قد يكون بالإمكان.

    ردحذف