
أكتب اليوم لأنني لم أستطع النوم... كم أحسد جميع النائمين... الساعة جاوزت الثانية صباحاً، أجلس وحيداً في هذه الغرفة ذات الجدران الثلاثة والباب الذي أوصده البرد بإحكام... كل ما حولي صامت باستثناء هذه النافذة الصغيرة المضيئة أمامي، والتي تبدو أوسع من أن أتخيل... تذهلني بغبائها أحياناً، وتبهرني أحياناً أخرى... نافذة بيضاء يتوسطها صديقي العزيز غوغل مسلحاً بصندوقه الصغير... منتظراً ما ستخطه أناملي... آه ما أصعب هذا... في هذه اللحظة لا شيء يمر في بالي أبداً... في لحظة الفراغ هذه بانتظار النوم وعلى أنغام الغيتار القادمة من خلف الجدار من جاري المهووس والغير موهوب لحد الصداع...
أعود مرة أخرى إلى صديقي العزيز... بقدر ما يساعدني هذا الجني الصغير في جميع لحظاتي بقدر ما يخذلني الآن... آه لوكان قادراً عن البحث عن اللاشيء... اللاشيء ذاته الذي أفكر به والممتد إلى اللانهاية... أحياناً أرغب بأن أمد يدي وأزيح هذه الستارة علني أجد شيئاً ما... لماذا على الإنسان أن يطلب دائماً... في مثل هذه اللحظات لماذا لا يستطيع أن يختار وفقط أن يختار... يخطر ببالي لو أزحت هذه الستارة ونظرت ما هو أول شيء سوف أجده (تبدو هذه الستارة أرق مما أتخيل ولكنها صعبة التمزيق)... هل ياترى سأجد صندوقا ممتلئاً بالصفحات فألتقط إحداها وأعود... هل سأرى وكيبيديا أو اليوتيوب طافيين على السطح أم مجرد صفحات صفراء وأفلام دعارة... أم أجد شيفرات مبعثرة ممتدة للانهاية وبلا معنى... يا لخيبة أملي وقتها...
يبدو أن النعاس قد تملكني مجدداً,,, لذا اسمحوا لي أن أستغل الفرصة وأحاول النوم مجدداً
اه من تلك الليالي التي جافاني فيها النوم ...اه من تلك الأفكار المتلاطمة التي سيطرت على رأسي الى االحد الذي تمنيت اختراع زر يستطيع إطفاء كل أحلامي كل قلقي كل مشاعري كل شيئ لأدخل في سواد مفرط وفي الصباح أعود كأن شيئا لم يكن......ولكن لا لم يحدث هذا ابدا جربت كل شيئ البابونج -اللبن اليانسون وحتى اللوكستان ولا أمل لقد كان الموضوع أبسط من كل هذه الأمور كان الحل أن لا اكترث فقط أن لا أكترث وتخرب الدني أنا شو ورايي ....ولكن لم أستطع أن أقتنع بالحياة هكذا مادخل امتحان الترموديناميك بإزمة دارفور وما دخل ديناميك الغازات بجورج بوش ومادخل أحلامي بالمكتبة المركزية ولكن قلة النوم توصلك الى لحظة الانهيار لحظة اللاوعي لحظة النشوة العظمى و الاستسلام و العدائية المفرطة وذلك يوصلك الى مقاربة الإله في جميع أشكاله بقنوات لم تتوقع و لم تعرف بوجودها ولكنها حقيقية لعلها هلوسات ولكنها لربما نفس الهلوسات اللتي انتابت جميع الأنبياء أو العظماء او لربما الشعراء او حتى المشردين الفقراء ...لا أدري و لكني أعلم حقيق المعرفة أنها فتحت أبوابا لم أكن أعلم بوجودها
ردحذفنوار
بتعرف أنا وعم اقرا عن الترمو ديناميك وديناميك الغازات... أنا قلت هالزلمة من تشرين..
ردحذفعجبتني هي..((توصلك الى لحظة الانهيار لحظة اللاوعي لحظة النشوة العظمى و الاستسلام و العدائية المفرطة))... معناتا يا حبيب صرنا تنين مشردين وفقراء...
تحياتي