الصفحات

الاثنين، 2 فبراير 2009

...المهزلة

مبارك علينا جميعاً...فالسيد عباس صار رئيس دولة فلسطين...

هذا ما تريد ان تقوله دمى السلطة... فهذا يريد أن يدخل التاريخ باسم أول وزير..والآخر يريد دخوله بتسمية أول رئيس... والكل فرح بنصيبه من الكعكة التي مازالت تطبخ...الكل ينتظر حصته... الكعكة لم تنضج بعد ولكنها تبدو لذيذة براقة... رغم استبدال سكرها بالملح... رغم الكثير من الحصى الذي نثر فيها عند العجن... لكنها ما زالت تبدو كعكة... من يهتم... مازال جميع الطباخين يعتبرونها كعكة... هم لم يهتمو كثيرا بالوصفة.... طالما سنقبلها كيفما اتفق......

يا لها من مهزلة.... يا لها من مهزلة........

قد لا أكون سياسيا محنكاً...ولست أدعي الذكاء ولكنني لا أستطيع أن أفهم ما يحدث هل هو غباء أم تواطؤ... ماذا تعني التسميات...؟؟؟ ماذا تعني "رئيس دولة فلسطين"..؟؟؟

أسرح قليلا مع أحلام يقظتي...أتخيل مامعنى هذا..؟؟

آه...غداً سيخرج العالم معتمداً التسمية الجديدة...في البداية سيقولون أنهم أرادوا أن يدعمو عربنا المعتدلين... وسيصدق عربنا الأغبياء وما أكثرهم... سيقدمون المساعدات بالتأكيد المساعدات المالية له لبناء الشرطة والمدارس.. وستعلن نشرات الأخبار أن الرئيس عباس فعل كذا.. وعمل كذاك...وتطبل وتزمر...فهو ليس أقل من إخوانه ولا أدنى من جيرانه...الاحتلال سيصفق أيضاً...باعتبار ذلك سيطرب أخانا السكران ... يمضي شهر أو شهران ...تنتهي الحفلة وينصرف من يدعم القضية .. باعتبارها حلت ...

تعود المفاوضات وتصبح القضية متراً زيادة أو نقصان ...خلافا بين دولتين على الحدود...ويكتشف رئيس الدولة الجديدة.. أن دولة الأمر الواقع غير قابلة للحياة...وسيكتشف الشعب أن ما ضحى لأجله عشرات السنين ذهب مع الريح وأن المستحيل أصبح حقيقة، فدولته التي خلقت على التلفاز وبالتسميات... مزروعة بالمستوطنات ...لا قدس فيها... ولا تعويض للاجئين...ومازال جيش الاحتلال ينشر حواجزه فيها...ولا إمكانية للاتصال بين أجزائها المبعثرة....

تتغير مواضيع المفاوضات لتصبح شيئاً آخر تماماً.... فتصبح الطاعة مفتاح الحياة.. كيف لا وميزانية الدولة في بنوك الاحتلال... فإزالة حاجز يصبح انتصاراً يستوجب تنازلات...والإفراج عن ميزانيتها كل شهر هو انتصار آخر وفتح حدودها التي أيضاً ستغلق كلما رغب الاحتلال سيصبح كل ذلك مدعاة لتقديم تنازلات ...في النهاية ستصبح الدولة الموعودة عبارة عن مجمع للشحاذين وماسحي الأحذية...وطبعاً سيعين أكثرهم خبرة رئيساً جديداُ لأن قدرته على مسح الأحذية وتقبيلها ستضمن حياة الدولة الجديدة...

آه ... هل كنت أحلم ...؟؟؟؟؟

لا...ما زلت صاحياً ....

تصبحون على وطن....

هناك تعليقان (2):

  1. قد أسمعت لو ناديت حيّاً

    قد أوصلت لو ناديت من فيه حياء..

    لكن للأسف, لا يوجد إلا الحيّات


    مدونة ممتازة!

    تحياتي

    ردحذف
  2. شكراً جزيلا..على التقييم
    أما بالنسبة للحيّات ...أقول أنه للأسف هذه الحال... ولكن يجب المحاولة على كل حال
    بالمناسبة أنا أتابع مدونتك منذ فترة

    أتمنى لك التوفيق...
    سومر

    ردحذف