الصفحات

الاثنين، 2 فبراير 2009

...بانتظار النكسة

بعد طول انتظار حدث ما كان متوقعاً...وكما جرت العادة نددننا وصرخنا...حركتنا بشاعة الجريمة بعد أن بثت على الهواء مباشرة...

المشكلة أنه في هذه المرة كما في كل مرة تحركنا بعد الحدث وليس قبله...

سيقول البعض أن تحركنا أوقف المجزرة ... نعم بالتأكيد... ولكنها حدثت على كل حال...

السؤال كيف نتفادى المجزرة المقبلة...؟؟؟

هل فعلا انتصرنا.... إن النصر يتحدد بالنتائج... أنا لاأقصد من دمر أكثر ومن ضحى أكثر ...

النصر الحقيقي هو باستخلاص العبر...هل هذه المحن غيّرت طريقة نظرتنا للصراع وكيفية إدارته...

أرى أن ما حدث وما يحدث الآن .. سيؤدي من دون أدنى شك لتصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد...فالفلسطينيون أنفسهم منقسمون...المشكلة أن خلافهم ليس على القضية كما يظن البعض...ولا على الطريق الأفضل لاسترجاع الحقوق...كما يظن البعض الآخر وإنما سخرية القدر تقول أن خلافهم على السلطة...خلافهم على حكم دولة لم تنشأ بعد،هنا يتوزع الخطأ على الطرفين وبالتساوي...

فالسيد عباس (رئيس دولة فلسطين كما أصبح اتباعه يطلقون عليه) متمسك للأسف بحكم أحلام اليقظة... هل من المعقول أن السيد عباس من الغباء أن لا يرى خطورة التسمية...أم أن المديح أطربه والألقاب أعمته...خطورة التسمية تكمن في أنها تصفي جوهر القضية إن كل العمل الذي يجري الآن هو من أجل خلق دولة (كيفما اتفق)... تصور عالمياً على أنها نصر للدبلوماسية الأمريكية وقدرتها على نصرة الضعفاء ونصر لعباس باعتباره سيصبح رئيس هذه الدولة المشوهة.. وتظهر المحتل بصورة الحمل الوديع الذي وافق على إنشاء هذه الدولة...إن إنشاء دولة بمواصفات الأمر الواقع هو أخطر ما يتهدد القضية الفلسطينية وهوما تطمح إليه إسرائيل.(سأتحدث عن ذلك في مدونة لاحقة)

أما على المقلب الآخر فأنا لاأستطيع فهم إصرار حماس على تولي الحكومة فالتاريخ يقول أنه ليس من مقاومة للاحتلال في العالم رغبت في أن تتولى الحكم قبل إنهاء المهمة... إن الدخول في حكومة تحت الاحتلال يفرض عليهم بشكل مباشر أو غير مباشر التعامل معه...إن مشروع مقاومة الاحتلال واضح الأهداف والطريق.... لايمر لا عبر صناديق الاقتراع ولا عبر الخطابات الرنانة...

إن روح المقاومة يتغذى من الإيمان الشعبي بها، هذا الإيمان الذي غذى مقاومات التاريخ وحماها لسنين طويلة حتى حققت أهدافها إن المقاومة ليست حزبا ولايمكن أن تكون سلطة...لسبب بسيط هواختلاف البنية ...في العمل المقاوم الجميع متساوون ... قد يكون هناك رموز تستمد منها المقاومة روح الاستمرار،ولكن هذه الرموز ترسخت في الوجدان نتيجة لتاريخها، تضحياتها وأعمالها فقط... السلطة (خاصة في عالمنا العربي) شيئ مختلف تماماً... ثم عن أي سلطة يتحدثون...

هنا نجح الاحتلال نجاحاً باهراً...حرك الطرفين كالدمى... استنزفهما بالصراع حول الكعكة المفترضة...الكعكة التي سمعوا عنها... والتي ستظل موعودة ماداما يتصارعان...وعندما ينتهيان ومنعاً للخلاف وإرضاءً للطرفين وحتى لا يكون هناك منتصر وحقناً لدماء الأخوة... سيقوم هو بأكلها...

المهزلة مستمرة ومازالت الدمى تتحرك حسب البرنامج المرسوم...ومازلنا ننتظر النكسة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق