نعم لقد سقط الديكتاتور في ست ساعات... التاريخ سيكتب أن اسقاطه استلزم ثلاث أسابيع.. والحقيقة أن كل شيء حسم في الساعات الستة من جمعة الغضب العظيمة.. عندما نزلت الجماهير لكسر عصا الأمن الغليظة وكان لها ما أرادت... بمنطق التاريخ الساعات تلك حسمت كل شيء وما بقي هو لزوم اخراج المشهد....ـ
يوم ظهرت الرائعة نوارة نجم على الجزيرة لتقول بوضوح بالغ لا تفهمونا غلط.. الشعب يريد اسقاط النظام.... بهذا التصميم اختتمت المقابلة.. بالنسبة لي هذه المقابلة اختصرت كل ما يحدث.. وبوجود المثال التونسي الواضح لم يعد هناك طريق لعودة الساعة للوراء....ـ
أنا لا أقلل هنا من صمود الشعب المصري طول هذه الأيام.. ووعيه في مجابهة كل المؤامرات التي حاول النظام حياكتها.. ولكن كانت تلك مثل حشرجات النظام الأخيرة في محاولاته للتمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير....ـ
مبارك جعلنا نكره مصر ألف مرة.. وشباب 25 يناير جعلنا نحبها مليون مرة.. جعلنا نحب كل التفاصيل الصغيرة.. ميدان التحرير.. اللهجة المصرية.. ونكات المصريين.. والمتحف الذي حمته سواعد الغظماء من أبناء مصر...ـ
بعد أن تسلل اليأس إلى أيامنا بتاريخ طويل من النكسات.. واحتلال العراق كان أشبه بإعلان وفاة للأمة العربية.. وظهر أننا لم نعد سوى أدوات في حركة التاريخ... اليوم ثورة تونس أطلقت العنوان العريض لشرارة أمل في العالم العربي.. ومصر كتبت الشروح..ـ
هناك عدة نقاط أظهرتها ثورتي تونس ومصر بوضوح بالغ..
- لا يوجد جهاز أمن في العالم قادر على تحدي إرادة الجماهير.. فتونس ومصر كانتا مثالين للنظام البوليسي الأمني القوي الذي حكم بقبضة حديدية حتى تخيل الجميع أنه قدر محتوم.. فإذا به لم يصمد أكثر من أسابيع قليلة...ـ
- هذه الأنظمة الأمنية لا تمتلك أي درجات من الوطنية.. فهي مستعدة أن تحرق الأمة للبقاء في السلطة، وتكرار الأحداث التونسية في مصر بدءاً من القناصة واطلاق المجرمين ليعيثوا فساداً مثير للدهشة وبيّن أن الاستبداد يحمل في مضمونه طبيعة واحدة.. وظهور العادلي كمتهم في تفجير الكنيسة الأخير ليس بغريب...ـ
- واعتقد أن أهم ما ظهر اليوم أن العرب أمة واحدة شاء من شاء وأبى من أبى..ـ
- الشعوب العربية هي الأغلبية الصامتة وليست الواجهة القبيحة التي أرادت الأنظمة رسمها... وأعود لقول نوارة "لقد أخرج النظام أسوء ما فينا.. والثورة تخرج أروع ما فينا.."ـ
- ثورتي تونس ومصر التي قادها شباب رائع مثل أرقى درجات الحضارة والمدنية وروح العصر أجبرت العالم أجمع على رفع القبعة للشعوب العربية وأعتقد أن القادم من الأيام سيؤكد هذه القضية...ـ
- الشيء الأخير.. أن الشعوب العربية أخيراً امتلكت قرارها... والأمر الذي أغاظني كثيراً.. هو بحث القنوات العربية عن بيانات مراكز القرار الغربية سواء بيانات البيت الأبيض أو أوروبا.. لتوقع مستقبل الثورة المصرية... ما أغاظني هو هذا الاهتمام رغم أن تلك البيانات كانت مجرد رد فعل على قرارات جمهورية ميدان التحرير حيث كان الأحرار يصنعون التاريخ... وكان على الغرب للمرة الأولى في الفترة التي عاصرتها أن يرضخ ويصغي...ـ
أترككم في النهاية مع هذا الفيديو الرائع...ـ
---
رائع . . عبرت عما يدور فيه نفسي
ردحذفشكرا لك ولكل الاحرار في العالم . . ثورة متونس ومصر أثبتت أن الانظمة العربية هي ليس عائقا فقط أمام نهضتنا وتطورنا واما نيل إنسانيتنا، وإنما هي عامل أساسي في تفتيت الشعوب وبث الكراهية والبغضاء فيما بينها
ولانزال نحن أحفاد من اخترعوا الابجدية
ردحذفعاجزون عن تهجئة العديد من الكلمات وعلى رأسها : الحرية
عبد السلام..ـ
ردحذفنعم.. تحديداً ثورة مصر كشفت لنا روعة الشعب المصري الذي عملت تصرفات النظام على تقبيحه لأبعد درجة.. والجميع مندهش وهو يرى هذا الوجه الجديد المشرق للمصريين.. وأعتقد أن الشعوب العربية الأخرى تخضع لنفس المقياس.. الاستبداد يتبع أقدم نظريات الحكم.. فرق تسد..ـ ولكنها كشفت اليوم.. مما يعطي أملاً..
السوري..ـ
ردحذفأنا لست متشائماً مثلك.. عليك أن تستمع لنبض الشارع التواق إلى الحرية.. ولكن يبدو أن لحظة الحقيقة لم تحن بعد..ـ