الصفحات

الأحد، 16 يناير 2011

عندما أخذتنا تونس على حين غرّة..ـ


البارحة استيقظت.... نعم... البارحة استيقظت...
مرت سنين طويلة وأنا غارق في فكرة تونس الدولة المتحضرة.. تونس السياحة، تونس التقدم والازدهار...ـ السنة الماضية فقط... بدأت أتحسس الأخبار عن الوجه المظلم من العملة.. بدأت أفهم أن تونس مثلها مثل بقية الشقيقات من المحيط إلى الخليج. لكنني كنت مازلت أتصور أن الأوضاع هناك الأفضل بين الدول العربية....ـ

لقد نجح الإعلام سواء العربي والغربي بنسج خيوط اللعبة لنبقى الضحية.. ـ
تقارير ويكيليكس الأخيرة عن مافيا العائلة.. وضحت الصورة أكثر.. ولكن ما فعله محمد البو عزيزي آلمني بحق.. عندما يبقى خريج جامعي عاطلاً عن العمل... ليضطر في النهاية أن يبيع الخضار على العربة التي نفسها لم تسلم من بطش الدولة... الدولة التي عرف أنه لن يستطيع مجابهتها، لن يستطيع التكلم ليصبح رقماً آخر يضاف إلى من يختفي في أقبية السجون.. وستنتشر الأخبار كالنار في الهشيم عن ذلك المجنون الساذج الذي أغضب كلاب الأمن -لعلكم تتقون-... فانفجر غضبه ناراً أشعلت جسده.. ياللمأساة....ـ

اشتعلت المظاهرات عندما أحس التونسيون بأنهم محمد.. بأنهم يوماً ما وفي لحظة ما قد يصبحون الضحية الجديدة... حقيقة كان لدي مخاوف بأن يتبع بن علي سياسة الأرض المحروقة... ولكن موقف الجيش التونسي كسر المعادلة عندما رفض إطلاق النار على المتظاهرين...تحية لشعب تونس، تحية للجيش التونسي الوطني الذي حقن الدماء......ـ

هكذا استيقظت تونس على فجر جديد... أتمنى أن يكتمل عندما لن يسمح التونسيون بوعي رجالاتهم أن يسرق دكتاتور جديد الثورة بالخطابات... ـ

أجمل مافي ثورة تونس أنها جاءت شعبية.. بدون خطابات ولا لجان ثورية.. أخذت الجميع على حين غرة... جاءت سريعة حيث لم يستطع أحد توظيفها لخلق بطله الجديد.. (ديكتاتور المستقبل)...ـ القسم الأهم والأصعب قد بدأ....ـ كيف للتونسين أن يضعوا أسس نظام دستوري جديد تمنع ولادة دكتاتور آخر....ـ أعتقد أن الشعب التونسي أثبت أنه يمتلك من الوعي والذكاء ما سيفوت الفرصة على هذا السيناريو...ولن أطيل التنظير أنا الجالس المسترخي خلف لوحة المفاتيح..ـ

أعتقد أن سؤالاً مهماً خيم على ثلاثمئة مليون عربي... ونزل الخبر كدلو الماء البارد على فراعنة إماراتنا العربية.المسترخين في أسرتهم... وأجزم أنه أقلق نومهم جيداً الليلة الماضية... هل من الممكن أن يحدث هذا مجدداً...؟؟

وأنا أبشرهم ليناموا هنيئاً فذلك بعيد المنال.. لأن أغلب أنظمة إماراتنا تقع ببساطة تحت صنفين قلما تجد ثالثاً لهما..ـ

أولهما: أنظمة تقوم بتخيير شعوبها بين الاستبداد السياسي أو بعبع الاستبداد الإسلامي... وتلعب التيارات الإسلامية هناك في دعم هذه الصورة بقصد أو بغباء ...ـ

والقسم الثاني من الأنظمة تحكم باسم الله.... ولذلك لا خوف عليها... فالخروج عن طاعة ولاة الأمر شر وفساد في الأرض...ـ

وكل عام وأنتم بخير
يبدو أن 2011 سيكون عاماً سعيداً....

هناك 3 تعليقات:

  1. كنت سأنصحك بالعودة إلى النوم و ألا تستيقظ إلى أن يرسو التونسيون على بر ، حينها لأنه قد لا يكون من الصعب أن تسقط نظاماً مهما بدا صعب المنال ، الأصعب أن تبني نظاماً يحقق لك نقيض النظام الذي أسقطته و إلى ذلك الحين سنفرح و سنتأمل حدوث ذلك لأننأ بحاجة إلى قليل من الأمل و الفرح في عالمنا العربي

    ردحذف
  2. أنا ضد هذا النقاش .. (وإذا لم ينجحوا...!!!)ـ

    السؤال الحقيقي ..(ماذا لو نجحوا...؟؟؟)..ـ

    شرفُ الوثبةِ أن ترضي العُلا *** غلب الواثبُ أم لم يغلب ..ـ

    خيو.. من لا يعمل لايخطئ...ـ
    وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح..ـ

    ردحذف
  3. المدونة ممتازة والكلام رائع وفكر جميل شكرا لك وبالتوفيق ...

    ردحذف