الصفحات

الخميس، 27 أغسطس 2009

رجل-مرأة... رجولة-أنوثة



كثيراً ما أفكر بنمط المجتمعات البشرية... ما يهمني تحديداً هو البحث عن نقاط الالتقاء الكثيرة التي تجمع هذا الكم الهائل من البشر ...رغم توزعهم واختلاف عاداتهم ومعتقداتهم... إلا أن هناك نقاط كثيرة متطابقة لحد الذهول... ماذا لو استطعنا النظر للبشرية كمجتمع واحد قائم بذاته وتتميز كينونته عن باقي المخلوقات كونه الأكثر تطوراً...

في هذا المجتمع وجد النقاش الأزلي عن الرجل والمرأة..
هل الرجل والمرأة مختلفان أم متشابهان...؟؟هل فعلاً الرجل أكثر تطوراً أو ذكاءً..؟؟؟
هل الرجال انفسهم متشابهون..وكذلك النساء..؟؟؟

طبعاً .. جميع الأبحاث قالت باختلاف ما بين الرجل والمرأة .. وبعضها ذهب لحد وضع الرجل في درجة أكثر تطوراً .. وتقول الأبحاث أنه حتى وزن الدماغ مختلف... عندما تدور النقاشات حول هذا الموضوع في جلسات الأصدقاء... ولتأكيدهم تفوق الرجل يبادرونني بالسؤال... هل من الممكن أن تذكر لنا أهم العلماء والمخترعين في العالم ،أهم القادة، وحتى أهم الطباخين... ستجد أن عدد الرجال يتفوق على عدد النساء بشكل كبير...

قد يكون ذلك صحيحاً فعلاً... ولكنني أجد التصنيف السابق (رجل - مرأة) هو تصنيف خاطئ بالأساس ..قد يكون التصنيف الأصح.. هو (رجولة -أنوثة) ... ماذا يعني هذا...؟؟؟

أرى أن طبيعة الإنسان وحتى طريقة تفكيره.. بالإضافة إلى أنها تعتمد على تربيته.. ثقافته.. محيطه... فإنها تتأثر بجيناته... (هنا يوجد أمثلة كثيرة جداً حول الموضوع وسأذكرها لاحقاً أو في مدونة أخرى... ولكن مثالاً مباشراً يمكن أن نراه في الأطفال... حيث أن تصرفاتهم تختلف منذ الأشهر الأولى .. فقد يظهر الطفل هادئاً .. كثير البكاء.. عدوانياً ..أو خجولاً)...وبما أن طبيعة الإنسان تحكمها طبيعة جيناته (الطبائع هي مجموعة الصفات النفسية التي تحكم تصرفات البشر.... خجل,رقة,عنف,حزم.....إلخ) يمكننا تقسيم طبائع الإنسان إلى طبائع ذكورية وأخرى أنثوية وهي مرتبطة بجينات ذكورية وأنثوية... وطبيعة الإنسان هي مزيج من الطبائع الذكورية والأنثوية حسب تركيبته الجينية.... في الغالب يمتلك الذكر نسبة أكبر من الجينات الذكرية والعكس بالنسبة للأنثى... ولكن هذا يحدث بنسب مختلفة جدا وهذا يحدد مدى ذكورة الرجل..أو أنوثة المرأة... (هذا ربما يفسر وجود مايطلق عليه بالعامية... رجل خروق أو المرأة المسترجلة)...

من هنا يبدو أن تصنيف المجتمع (رجل-مرأة) هو تصنيف غير دقيق.. كون كل منهما لديه نسبة من طبائع الأخرى تختلف من إنسان لآخر وفي المنطقة الوسطية سنجد نسبة قليلة من الرجال والنساء اللذين يصعب تمييزهم... (وهنا أقصد طبائعهم وصفاتهم النفسية وليس المادية الجسدية..) ولذلك الأدق تصنيف البشر حسب نسبة طبائعهم ذكورية-انثوية

أعود إلى المقارنة بين الرجل والمرأة... يبدو أن المرأة والرجل بالمفهوم العام مختلفان بشكل فعلي نتيجة اختلاف نسبة الجينات الذكورية والأنثوية... ولكن ذلك لا يطرح بأي شكل من الأشكال وجود تفوق لأحدهما على الآخر... إن وجدهما معاً هو ما أدى إلى استمرار الحياة التي تحتاج الحلول الوسطية بعكس الإبداع الذي يحتاج التطرف...ماذا يعني هذا...؟؟

يبدو ان طبيعة الخلق قامت على التوازن بين المتناقضات... بقدر ما كان الرجل يهتم بالحياة المادية... جمع الثروة.... بناء الأمجاد... والتي أدت في النهاية إلى تأطير البشر ضمن امبراطوريات، ممالك، ودول... تعيش على مبدأ التنافس الداخلي بين البشر والخارجي بين بعضها البعض... وكل ذلك إرضاءً لرغباته الذاتية ببناء المجد الشخصي مهما كلف الأمر...

في المقلب الآخر نجد أن المرأة كانت لها اهتمامات مختلفة جداً...تتمحور حول بناء الأسرة ... البحث عن الأب المناسب... الاعتناء بالأطفال... بعيداً عن ضوضاء التعقيد والنظريات المملة...

هنا أجد أن الطرفين معاً أوصلانا إلى التطور الحضاري الذي نحن عليه... فالرجل أطر المجتمع وخلق أجواء المنافسة التي أبدعت كل الإنجازات التي وصلنا إليها... والمرأة حافظت على إنسانيتنا وعلى نواة الخلق فحمتنا من الإنقراض بالمعنى المادي والمعنوي...

هنا احتاج استمرار الحياة للتفاعل بين الطبيعتين الذكرية والأنثوية.... ولكن في الوقت نفسه أرى أن الإبداع يحتاج لتطرف أحد الطبيعتين داخل الإنسان...

بالمناسبة .. هذا ليس بحثاً وليس مادة علمية... وإنما فقط محاولة للإجابة عن تساؤلات معينة وأفكار شخصية وددت عرضها ونقاشها معكم....

هناك تعليقان (2):

  1. هالحكي عظيم سومرفعلا الموضوع بالنهاية وحتى بالبداية رجولة وانوثة...اعتقد ان تحليلك للفكرة كان موفق

    ردحذف
  2. شكراً منذر..
    أسعدني أن الموضوع لاقى اهتمامك...

    ردحذف