في الأسبوع الأخير زاد الجدل الدائر حول النقاب في فرنسا... ونقاش الفرنسيين حول ظاهرة انتشاره بين المسلمات في فرنسا... طبعاً لاأعرف ما هومدى الظاهرة تماماً هناك ولكنني مع طرح ساركوزي للموضوع ... باعتبارها قضية تهم الفرنسيين ... تباينت التعليقات في المدونات والمواقع الإخبارية العربية المختلفة ولكن طبعها بشكل عام المبالغة الخرقاء في الهجوم ... رافقه المبالغة في مهاجمة الحرية والحياة التي يتمتع بها الغرب...
هناك مجموعة نقاط أحببت توضيحها ...
- النقاب يختلف اختلافاً كبيراً عن الحجاب ...ليس فرضاً وإنما يعتمد على بعض الفتاوى ... وما أكثر من يحب الإفتاء ... أي أنها آراء بشرية يمكن لمن يريد الالتزام بها ولكنها رأيه الشخصي... مثل رسم الوشم أو وضع الحلق عند الرجال رأي شخصي بحت...
- حاول الكثير من المسلمين تأكيد الحرية التامة للمرأة عند رغبتها بارتداء النقاب... وهذا هو الكذب بعينه ... فهذا الكلام يمكن أن يقال للأجنبي .. ولكن لا يمكن أن يقال لنا العرب... حيث أننا نعلم مدى ديموقراطية الإسلام ... ونعلم مالذي يحدث عند رفض المرأة لرغبة زوجها بالنقاب....
- أنا لا أعرف لماذا ثارت ثائرة المسلمين رغم أن القانون يطبق في فرنسا فقط ... وربما يوماً ما قد يطبق في الاتحاد الأوروبي لكنه لن يفرض أي شيء على بلاد المسلمين .... وهذا حق طبيعي ... فأنا لم أرى العمالة الأجنبية تعترض على قوانين الخليج مثلاً مالذي يحصل لو قبل شاب حبيبته في سيارته في السعودية.... ستقول لي لقد فعل الفاحشة ... وليكن ذلك صحيح فالله يعاقبه ... طالما أننا لم نعطي الحرية لللأجانب في بلاد المسلمين... فكيف نطالبهم باعطائنا الحرية... في بلادهم...
- مثلا هنا في اليابان لا يمكنك أن تدخل أي مسبح أو ناد رياضي في حال كان لديك وشم على جسدك... هل هذا منطقي.... ؟؟؟ لا أعرف ولكن باختصار من لا يستطيع التعايش مع هذه الثقافة... يمكنه بسهولة مغادرة اليابان والحياة في بلد آخر... ولا أعرف لماذا يتمسك المسلمين بالحياة في بلاد يعتبرونها بلاد الفاحشة والرذيلة ... يا له من تناقض... لماذا يبذلون كل هذه المشقة للذهاب إلى فرنسا والبقاء فيها رغم كل معوقات اللغة والدين والثقافة ...و..و..و... باختصار لأنهم خرجوا من بلاد كانو فيها عبيدأ إلى بلد احترمهم وقدرهم وأعطاهم الحقوق المتساوية... والدليل على ذلك وجود خمسة ملايين مسلم في فرنسا ...
- بقي نقطة أخيرة .. وهي أن النقاب ألغى بشكل حقيقي انسانية البشر... والذي يعتمد على التفاعل والكلام وتعابير الوجه .. مالفرق .. عندما تتحدث المنقبة أو يتحدث الروبوت أو الإذاعة ... لاشيء... أريدكم أن تنظروا إلى الصورة أعلاه .... هل يمكن أن تقولوا لي لماذا يلتقط هذا الرجل الصورة... ولماذا تلتقط هذه النسوة الصورة... طبعاً سيكون الجواب للذكرى ... أية ذكرى... عندما تعود لترى صورك الشخصية .. سوف تقول آه هنا كنت متعباً بعد يوم حار... هنا كانت ابتسامتي جميلة .. هنا يبدو أن التجاعيد بدأت تغزو وجهي ... وهذه التقطتها لوالدتي قبل وفاتها بيومين.... ولكن هل هذا سينطبق على الألبوم أعلاه...
- طبعاً في موضوع الفتاوى صدر مؤخراً فتوى في السعودية من أحد كبار الشيوخ ... أن البرقع (النقاب) يجب أن يكون بعين واحدة... لأن العينين قد تثيران الغرائز الحيوانية عند المسلم الرجل... (طبعاً لا تعليق...)
هنا أود أن أختم بالردعلى مدونة قرأتها ..وعلقت عليها بإيجاز... ولكنني أردت أن أتم التعليق هنا ... حيث يكون لدي مجال أكبر لطرح رأيي .... (المدونة يمكن أن تكون أكثر تفصيلا ووضوحا من تعليق مختصر قد يفهم خطأ خاصة في مثل هذه المواضيع الحساسة التي تعمل فيها العواطف والآراء المحفوظة أكثر من العقل...)..
الثورة الفرنسية نادت بالحرية والإخاء والمساواة ... ومن المؤسف أن تهاجم هذه النداءات الثلاثة...بدعوى نظرية المؤامرة ... فالمؤامرة موجودة في مخيلتنا فقط...
لن أرد على وصفك للحرية ولكنني سأكتفي بالإخاء والمساواة... وهنا سوف أقتبس
((ويقصدون بالإخاء والمساواة كسر الحواجز النفسية والاجتماعية التي تحول بينهم وبين الانسلال إلى أجهزة الدولة وتنظيماتها، وإذابة الفوارق الدينية بينهم وبين غيرهم كي تزول عنهم وصمة الاحتقار والمهانة.))
إنني مع أي إنسان ينادي بالإخاء والمساواة وكسر الحواجزالنفسية وإذابة الفوارق بين الديانات ... وإزالة وصمة العار المسبقة والصور المشوهة عن الجميع ... حتى نعيش في مجتمع يحترم الإنسان أولاً... ولا يبالي بالدين والعرق...وهنا أريد أن أؤكد أن المسلمين هم أكثر الرابحين من دعوات الإخاء والمحبة والمساواة ويؤكد ذلك وجود عدد كبيرمن المسلمين معززين مكرمين...
((هل ضايق أحد الشعب الفرنسي في حياته ومنع عنهم شيء ؟! أبدا .. فهم يعيشون حياتهم كما يريدون هم ! لكن بقية المواطنين أليس لهم حق الحياة بحرية أيضا ؟ أم أنهم بمرتبة العبيد !؟))
فعلاً صدقني لن يتأثر أي فرنسي برؤية امرأة منقبة... رغم الفرق الهائل في الثقافة... التي لن تمكنه من فهم السبب... ولكنني أيضاً أريدك أن تفكر بالوجه الآخر ... ماذا يضر لو أن شاباً قبل حبيبته في بلد مسلم...؟؟؟؟
في الحالتين هو وضع شاذ عن الوضع السائد يصعب تقبله...
((ثم يا صديقي لماذا جلد الذات لأنفسنا بهذه الطريقة ؟! متخلفون .. وغارقون في الجهل والتخلف !! وفرنسا الآن هي العملاقة !.. أين كانت فرنسا العملاقة في عصور الانحطاط الأوربي وعصر النهضة الإسلامي ؟! أليس هم من أخذوا منا التقدم والتطور الحضاري ثم استمروا حتى وصلوا لما وصلوا له ؟! وهذا باعترافهم هم ))
بصراحة أنا لا أحب نفض غبار الماضي... لأن الماضي ذهب ولن يعود ....أولاً...
ولأن موضوع النقاش في الحاضر اتمنى أن نبقى في الحاضر.... نعم للأسف أننا متخلفون .. وشديدوا التخلف .. لأسباب كثيرة.... تتعلق بالفكر.. وحرية التعبير... وعامل المال الرخيص الذي مازال يغطي تخلفنا.... باختصار مازلنا خارج تغطية الحضارة... لا يمكننا ان ننام إلى الأبد في قمقم التاريخ... يجب ان نستيقظ... ولكي تعلم أننا نائمون عليك فقط أن ترى كيف تحولت الدول خلال فترة قصيرة... أتمنى أن تطلع عن ما حدث خلال 40 سنة .. في اليابان .. الصين .. كوريا.. ماليزيا ...روسيا... أوروبا ... وستعرف أننا كنا نائمين...
أما عن فرنسا (وجزء كبير من العالم ...) .... فلا يمكننا انتقاد الحرية فيها وهي تؤوي 5 ملايين مسلم ... وهذا إن دلّ على شيء فهو رحابة صدرها...وحريتها.... أما عن وصفي بالعملاقة .. فهذا صحيح .. لو أردنا وضعها قرب الدول العربية....
فلا يمكننا أن نقارن.. لا الإنتاج الثقافي ولا الحضاري ولا الصناعي ... وحتى في الحرية... تتفوق فرنسا على دولنا بفارق كبيير... ارجو منك أن تقرأ شيئاً موثقاً بالأرقام ومقارنته بالوطن العربي مجتمعاً....
أتمنى أن تتلقى ردي برحابة صدر.. فهو من باب النقاش وطرح وجهة نظري ..... وقد تكون لك وجهة نظر مغايرة...
أتفق معك في أننا معشر العربان نفهم الحرية وفق منكقنا الخاص الذي نحاول فرضه على جميع أمم الأرض
ردحذفالمشكلة يا أخ فادي ...أننا نحاول فرض كل شيئ على كل الآخرين.. باعتبارنا نمتلك الحقيقة المطلقة...
ردحذفسعيد بالتعرف على مدونتك ...
تحياتي
فرنسا ذات القوانين الوضعية تحتوي على اكثر من خمس ملايين مسلم لهم حقوقهم كاملة طالما يحملون الجنسية الفرنسية.. لهم ما للفرنسيين وعليهم ما عليهم..رغم أنهم أقلية..
ردحذفيأتي قانون للأحوال الشخصية في سوريا يقوم بفرز مواطنيه الذين هم سوريون وليسوا مغتربين يعيشون في سوريا أو أولاد الجيران أو فرنسيين جاءوا للعيش في سوريا وحصلوا على الجنسية السورية..
هؤلاء المواطنون يتم تهميشهم وتصنيفهم كدرجة ثانية من البشر فأرى ممن يدعم ويقف مع هذا المشروع مما يخزي، وحينما يشرّع ساركوزي إزالة النقاب لأسباب أمنية أكثر ما تكون تحريضية او انتقامية أو تآمرية إن صح التعبير تقوم قائمة الناس ولا تقعد..
عجبي..
صديقي مداد...
ردحذفنعم ..أنا معك تماماً
العرب يريدون تغيير العالم .. فنجدهم يتحدثون ... عن الشيشان وأفغانستان وينتقدون ديموقراطية ايران وأوروبا وأمريكا ...
دون أن يفكروا للحظة ...لماذا تلك الدول متقدمة علينا مثات السنين...؟؟؟
يشمتون من كل العالم لو أخطأ ولا يتذكرون أن من لايعمل لا يخطأ.....
والقائمة تطول...
تحياتي
شكراً على المرور
لا أوافقك في كل ماذكرت بل لدي بعض التحفظات ..بالنسبة للنقطة الأولى فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا- النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) لو لاحظت السبب المذكور عند إكمال الآية (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ)لو كانت هناك امرائتنا محجبتان ألن تفرقي بينهما ؟؟ بينما لو كانتا منقبتان فهل ستفرقي بينهما ؟؟
ردحذفبالنسبة للنقطة الثانية فنحن المسلمون نؤمن بالحرية لكن بضوابط بينما هم يتبجحون بالحرية المطلقة فأين هي عن هذه المرأة ؟؟
بالنسبة للنقطة الثالثة فيكفي أن من سيطبق عليهن القانون أخواتنا. بالنسبة للنقطة الأخيرة فليس مهما أن تبدو تعابير الوجه إن كان ظهورها فيه مخالفة لأوامر الله سبحانه
آسف على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكلة ياصديقي هو أن العرب لا يفهمون لغتهم ...فيغيرون المعاني ويمددونها ويقصرونها على أهوائهم
ردحذفوكلمة جلباب كلمة جد مشهورة في التاريخ العربي ومعناها واضح جداً وهو نوع من اللباس يلبسه الرجل أو المرأة...وهو أبعد ما يكون عن النقاب
أما الجزء الثاني فمعناه اللغوي الحرفي أن ذلك أقرب لمعرفتهن وتمييزهن....(تقول هذا أدنى للفهم وهذا بعيد المنال... وتعني الأولى أنه سهل الفهم والثانية أنه صعب المنال) وهذا يؤكد مرة ثانية أن الجلباب ليس نقاباً
ثم أن للنقاب بعداً أمنياً ولذلك تم منعه ...
أختي أنا لا أتحدث عن معنى كلمة (الجلباب)لكن
ردحذفأتحدث عن السبب الذي جعل الله يأمر نبيه به وهو
-ذلك أدنى أن يعرفن-
فلو لبست المرأة حجابا لعرفت وبهذا نخالف الآية
ولكن لو لبست المرأة نقابا لما عرفت وبهذا نحقق الآية
من حق المرأة أن تلبس ما تشاء ( حجاب / نقاب / عدم التزام بأي منهما....) ومن الظلم للمرأة المسلمة وغير المسلمة أن يصادر حقها باسم الدين أو العلمانية أو غير ذلك من شعارات يتمّ بها مصادرة حق الإنسان في اللباس الذي يوافق قناعته الشخصية دينية كانت أم غير دينية..، ومن الغرائب والعجائب أن يصادر مثل هذا الحق البدهي لكونه مخالفاً لقناعة أناس آخرين من المتدينين أو العلمانيين أو غيرهم...!!! إذا اختارت المرأة اللباس الذي تقتنع به فليس لأحد أن يتدخل في خيارها ويغصبها على خياره هو المخالف لخيارها الشخصي
ردحذفالنقاب ليس لباسا..هو إلغاء لإنسانية البشر..ـ
ردحذفلتقل ما تشاء عن النقاب كقولك ( هو إلغاء لإنسانية البشر ) أو غير ذلك ؛ فلك الحرية أن تعتقد فيه ما تشاء وتنقده بما تشاء ، ولكن ليس لك - شخصاً أم حكومة - أن تمارس إلغاء حق المرأة بالنقاب إذا اختارته لباساً لها - حسب قناعتها لا قناعتك - وفي المقابل يوجد من يصف لباس المتبرجة بأنه فتنة وفساد...إلخ ؛ فقل ما تشاء - حسب قناعتك - عن لباس غير المتحجبة وغير المنتقبة ، ولكن لا يحق لك أن تتسلط عليها باسم الدين أو العادات لتغصبها على لبس ما لا تريده ، وما يخالف قناعتها...! كفاً تسلطاً
ردحذف